فضل التكريم وشكر التفضيل
بقلم : عبد الرحمن المرغلى
الحمد لمن رفع السماء بلا عمد ونصب الجبال بلا سند وأرسل الرياح إلى أمد فسبحانه لم يخلق شئ بلا سبب أجرى الأنهار وانبت الأشجار وجعل الليل والنهار خلفة والشمس والقمر والنجوم مسخرات وكرم بنى أدم على سائر المخلوقات وحباهُ بأنعُمه التى لا تُعد ولا تُحصى فوهبه عقلاً عظيما ونظام حكيما لم يتغلب عليه عصر ولن يتجاوزه زمان يتكيف معى كافت البيئات والكائنات لأنه يمتلك قدرات وإمكانيات غير محدودة بل تفوق التصورات .
ومع كل هذه المميزات والخصائص الغير عادية أضاف سبحانه وتعالى للعقل أعظم برنامجاً وهما التفكر والتدبر وهذان البرنامجاً للعبادة وهنا تتنزل عبادة هذا الإبداع والإبتكار الإله ، لقد خلق الله العقل وجعل له عبادة خاصة به لا يدركُها سواه وأمر عباده بها ولكن معظمنا لا يعرف هذه العبادة !!!!
هذه العبادة هى إعمال العقل وإشغاله فى التفكر والتدبر فى خلق الله تبارك وتعالى وعِظم قدرته سبحانه وتعالى وفى النفس البشرية وحال تكونها والهيكل والأنظمة الربانية التى بداخل أجسامنا .
أنظر إلى السماء كيف رفعت وكم هى واسعه والغيوم التى تسير فيها كيف تسير وتتفتت وماذا عن تعاقب الليل والنهار والنجوم والشهب والجبال كم هى عظيمة وكيف هى ثابته هاكذا والمطر من أين يأتى والطيور كيف تحلق فى السماء ولا ننسى ذلك العمق الذى يعج بالأسرار الإلاهية والشعب المرجانية الا يدل كل هذا على صنعت الصانع وقدرت ذلك الإلاه وقوته وطبعاً هذه الكلام لا يتعارض مع اى أسلوب من أساليب الحياة او المتطلبات المعيشية .
أغمض عينيك للحظات وتأمل فى هذا الصانع وقدرته التى يستحيل وصفها كيف رفع الله هذه السماء بل وفوقها سته أخرين وفوق السبع طبقات العرش ومن فوقهم جميعاً الكرسى وهذه الدنيا من مشرقها لمغربها بكل ما تحويه لا تساوى حجم أصغر حلقه فى ذلك الكرسى !!!!! .
ما أعظم هذا الخالق وما أرحمه بنا كم هو رحيم كم هو لطيف يا ربى لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى يا ربى كما عبدناك ولم نراك إغفر لكل من إحتمى بحماك .