لحظات الفزع
بقلم عبد الله عبد العال
الشعور بالانعزال عن الحياة واقتراب الموت يُداهمُك طوال الوقت ، ما بين ( ألم وصراع وقلقل وخوف ) ، ألم بالشعور لهذه اللحظات ، وصراع على الخير والحب قبل الرحيل ، وقلق على من نحبهم ويحبوننا ولا نستطيع الفراق والبعد عنهم ، وخوف مما هو قادم فى حياة أخرى غير التى سبقت ، حياة مليئة بالمفاجات التى لم تتوقعها من قبل ولحظات لم تستشعرها أبدًا ما بين خروج الروح من الجسد ونزول القبر والحياة الأبدية التى لا مفر منها ، ما بين نعيم وشقاء ، ما بين جنة ونار ما بين البعث والعرض على الله وصراط مليئ بالعقبات والصعوبات ، ما بين عرض الصحف والمفاجات التى لم تعرفها طوال حياتك من أناس كنت تعتقد أنهم من المستحيل أن يكونوا بهذه الصورة ، لكن وقتها لا يلوم أحد إلا نفسه ، ما بين الشفاعة وحوض النبى (صلى الله عليه وسلم ) للإرتواء منه ، مابين نعيم الجنة وشقاء النار وجحيمها ، حياة جديدة لم تتوقعها من قبل ، سواء حياة نعيم أم شقاء ، في هذه اللحظات تريد أن ترجع ساعة حتى ولو دقيقة واحدة فى الدنيا لتصحح ما فعلته من أخطاء ، لكن هذه الأمنية مستحيل تحقيقها لأن الوقت يكون مضى وانتهى ، الآن باستطاعتك أن تغير مسارك وباستطاعتك أن تفعل الكثير والكثير وأمامك الوقت ، كل ما عليك هو أن تنهض وتستيقظ من غفلتك وتعيد حساباتك من جديد لأن الوقت إذا مر لن يعود من جديد ، والعمر إذا ذهب لا يرجع مرة أخرى ، فبادر بالخير والحب لمن حولك ، لأن الخير هو الذى يدوم معك إلى النهاية . لأنه من الملاحظ الآن أن الجميع يمر بلحظات يشعر فيها باقتراب الموت وفقدان الحياة ، فقدان الأحبة والأصدقاء ، فقدان كل من نحبهم ، فقدان الأهل والاقارب والجيران ، فقدان أشخاص كانت حياتنا معهم طوال الوقت ، فقدان لحظات السعادة والأمل مع من نحبهم لحظات الاطمئنان والسكينة والأمل ، لحظات نريد أن لا نتنتهى أبداً ، لكن من المؤسف أنها تمر وتنتهى ولا يبقى سوى ذكرياتها الجميلة ، هؤلاء يقاومون كل ليلة رغبتهم بالرحيل والإنعزال عن كل ما يربطهم ، وتراودهم تلك الرغبة بالرحيل كل يوم .