جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

الأحدثمقالات رأي

د/ندا محمد ضحا تكتب: إلي من يهمه الامر؟؟


 إلي من يهمه الأمر

بقلم د/ندا مجمد ضحا

نعيش حالة عجيبة من التلوث السمعي الغير مسبوق بتاريخنا كله..فمابين ابواق السيارات من صغيرة وحتي شاحنة وتريلا كبيرة..مرورا بأصوات الدراجات النارية التي يتعمد اصحابها السير بها بصوت مرتفع..الي اصوات الباعة الجائلين بالميكروفونات العالية والاصوات المنكرة..والنداء الاجش الذي يخترق البيوت الآمنة علي مدار ساعات الليل والنهار دون مراعاة لحرمة مريض او طالب او نائم ارهقه العمل...

ويتربع التوتوك ..علي عرش هذا التشوه الخلقي للمركبات علي عرش التلوث السمعي..وكأن سائق التوتوك الذي هجر مهنته المنتجه..وحرفتة التي راحت تندثر..قد هجر ايضا الذوق فيما يضعه من اغانٍ مستفزة وماتحمله من الات كانها تضرب المارة علي رؤوسهم ..الي تلك الكلمات الهابطة والمعاني الغير لائقة...ويبدو انهم لم يكتفوا بذلك ..فوضع بعضهم اصوات منفرة ترتبط بالضغط علي الفرامل..ليضيفوا الي تلوثهم السمعي..نغمة نشاز جديدة..

الزائر الي اي دولة من دول الخليج او اوروبا..او حتي دول افريقيا..سيجد قوانين تجرم استعمال آلة التنبيه بعد الرابعة عصرآ..وهناك عقاب صارم للازعاج..حتي ان رجلا رفع دعوي قضائيه علي جاره لتربيته ديكآ يؤذن ويصيح صباحا ممايزعجه..وفي تلك الدول يرسل اصحاب المباني لاستئذان الجيران في اختيار لون المبني كي لايؤذي اعينهم...

بينما يقوم الجار بمصر باقامة فرح عشوائي بالشارع يضع فيه كل الوان التعذيب السمعي من مكبرات صوات وابواق وآلات ومتفجرات علي شكل العاب نارية...تزعج الجيران وتقلق راحتهم..

كما ان تقليدآ عجيبا تنفرد به مصر علي العالم..بأن من يفتتح محلآ او مقهي او سوبر ماركت جديدآ ..يعلن عنه بدي جي عالي الصوت...يهز اركان المنطقة..ويؤذي ساكنيها..اضافة الي انواع من الاضاءة المتحركةتعمي البصر وتؤذي سائقي السيارات والمارة

 هذا الكم الكبير من التلوث السمعي..هو مؤامرة علي الجهاز العصبي والسمعي للمواطن المصري..كفيل بان يجعله عصبيا في تعاملاته وغير قادر علي التركيز والعمل...كما انه يهبط بذوقه ويحوله لمواطن عدواني مستفز...ناهيك عن اصحاب الامراض السمعية المزمنة والعصبية..الذين يعيشون مأساة لاحل لها سوي السفر وقد عايشت بعضهم وانا نفسي من اصحاب الشقيقة اي الصداع النصفي..والذي يجعلي اتناول ادوية الصداع باستمرار للتغلب علي ماأعانيه علي مدار اليوم.

الي من يهمه الامر..من مسئول ومواطن..ومنفذ للقانون...الي متي..ستبقي مؤامرة الازعاج كابوسا جاثما علي صدورنا..ومتي نجد قوانين صارمة للحد من هذه المهزلة الاخلاقية المدمرة في شوارعنا....فهل من قانون ..خاصة انه كان متواجد حتي الثمانينات الماضية..ثم تاه مع زحام الردة الحضارية والاخلاقيةالتي مرت بها مصر وتفاقمت مع ثورة يناير وماتلاها من غزو للتوتوك وماشابهه

انني اضع هذه المعاناه امام من يهمه الأمر..وكلي امل في وضع حدٍ لما نراه في شوارعنا من استفزاز..وانا واثقة ان وضع غرامه ولو معقولة كفيل بالحد من هذا التلوث المرعب...والعودة الي اللياقة والذوق..خاصة مع ماتبذله الدولة من جهد لنظافة الشوارع وتطويرها وتجميلها..ومانراه خاصة بمحافظة المنوفية علي يد السيد محافظ المنوفية النشيط الراقي

فهل يواكب تجميل الشوارع..تجميل سلوكياتنا...لتتماشي مع ماتبذله الدولة للعودة للذوق والجمال والتحضر....رسالة ارجو ان تصل..لتكتمل الصورة..ونشعر بحقنا كمواطنين في الهدوء والراحة النفسية

خالص تحياتي...

      د/ندا محمد ضحا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022