تقرير : إسلام يوسف
فى اطار احتفال محافظة المنوفية بعيدها القومى نظم النادى الأدبى بقصر ثقافة شبين الكوم فاعلية للاحتفال بالعيد القومى لمحافظة المنوفية شارك فيه اساتذة الجامعات والشعراء والموهبين والأعلامين بقاعة مكتبة قصر الثقافة ، ترأس جلسة النادى الأستاذ والشاعر حمدى فرحات رئيس نادى أدب شبين الكوم وكل من :
د.بسيم عبد العظيم
د. أسامة محمد
د.حازم جلهوم
أ \ يوسف شاهين
أ\ إبراهيم معوض
أ\ سيد موسى
أ\ محمود سعد
أ\ مصطفى طبانة
أ\ إسلام يوسف
أ\ بهاء
أ\ مصطفى الليثى
أ\ نور الصباح
الموهبة ملك الشيمى
حيث قال رئيس النادى الأدبى الأستاذ حمدى فرحات فى كلمة الإفتتاح : " أهلا بكم جميعا فى نادى أدب شبين الكوم ويتقدم مجلس إدارة النادى الأدبى بشبين تلكوم لكم جميعا بخالص التهانى بمناسبة العيد القومى لمحافظة المنوفية الذى يوافق 13 يونيو فى ذكرى حادث دنشواى والذى سيحدثنا فى محاضرة عن هذا الحادث د.بسيم عبد العظيم الشاعر والناقد الأدبى ونرحب بحضراتكم مرة أخرى .
محاضرة د.بسيم عبد العظيم :
" بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : المنوفية تعتز بهذا اليوم بما حدث فيه يوم ١٣ يونيو عام ١٩٠٦م الذى وثق حادث دنشواى على أرض المنوفية المحافظة الطيبة والخضراء التى أنجبت العظماء وأنشأت جمعية المساعى بشبين الكوم ساهمت فى انشاء المدارس بالقطاع ومازالت هذه المدارس منذ نشأتها حتى اليوم تساهم فى تخريج الكثير من العلماء ، وكذلك الازهر الشريف و9 من مشايخ الأزهر من المنوفية منهم " الشيخ عبد المجيد شعبان من الشهداء - الشيخ الشنوانى - مجموعة من المشايخ والمفتيين الذين تولوا الافتاء " ، تولى حكم مصر ٧ رؤساء للجمهورية منهم ٣ منوفية وكذلك رؤساء الوزراء مثل كمال الجنزورى ووزراء الحربية كالمشير عبد الغنى الجمسى ابن قرية البتانون وكذلك الفريق صدقى صبحى ابن مركز منوف ، هذه المحافظة محافظة ولود أنجبت العظماء فى شتى المجالات المختلفة من الشعراء والأدباء منهم الشاعر إبراهيك مليج - وأحد شعراءها مات مغمور لأنه لم ينفق على شعره إلا بعد وفاته تولى أمر اعادة أشعاره أصدقاءه والمقربين له .
قرية دنشواى التى أعدم فيها أبناء القرية كان ذنبهم إلا انهم دافعوا عن أنفسهم وعن قريتهم وممتلاكاتهم ما الذى حدث وأتى بهؤلاء الجنود الإنجليز ؟
جاء جنود إنجليز ليصطادوا حمام وهذا الحمام مملوك لأفراد القرية إحدى طلقات النارية تصابت حمامة فأشعلت النار فى برج الحمام وأصيب أحد ابناء القرية بطلق نارى أخر فما كان من أبناء القرية ألا جمعوا أنفسهم بالعصى والشوم وطاردوا الجنود الإنجليز فأصيب أحدهم بضربة شمس فمات على الفور لأن الفصل كان الصيف شديد الحرارة لم يتحمل حرارة الشمس ، ونصبت المشنقة وكان القاضى أخو سعد زغلول وعقدت المحاكمة بشبين الكوم والمدعى ابراهيم الهلباوى كانوا مواطنين مصررين موالين للإحتلال حتى الأشعار التى قيلت فى هذا الحادث أشعر مايعة للاستعطاف الإنجليز وليس للتحريض على جرمهم
هذه المحافظة تنجب العظماء من المبدعين شعراء وأدباء ومفكرين ومتخصصين فى جميع المجالات لأنها ذات مساحة ضيقة قبل ضم اقليم مدينة السادات التى كانت جزء من أراضى محافظة البحيرة ضمها الرئيس السادات لتكون ظهير صحراوى لمحافظة المنوفية وكان التفكير لتحويلها لعاصمة إدارية بديل للقاهرة لموقعها الجغرافى وسط بين القاهرة والأسكندرية وكانت مساحتها كبيرة جدا تمثل أكبر مساحة مركزية بين مدن المحافظة وتم عمل مبنى الجامعة والوزراء والشركات والمطار لكن لم تكتمل بسبب وفاة السادات ، لما جاء مبارك حول دفة الأمر إلى مدينة ٦ أكتوبر ثم الآن تم انتقال الأمر إلى العاصمة الإدارية الجديدة ولسنا حزناء على هذا الانشاء لأننا نكسب مدن جديدة تستوعب الزيادة السكانية فى قطر محافظات الدلتا ومنها المنوفية .
كانت مدينة السادات تسمى مدينة الأشباح منذ 30عاما أول ما أنشات بعد الساعة الثانية ظهرا لا يوجد أحد بالمدينة لأنها كانت فراغ وبها الكثير من العمال والموظفين يرجعون من عملهم إلى المنازل أو إلى المدن ولا أحد يسكن المدينة إلا القلة من بعض التجمعات العمرانية ، كذلك فى شبين الكوم عام 1977م كانت تسمى شبين النوم بعد رحيل الموظفين والطلاب لايوجد أحد فى المدينة الآن لا تستطيع السير فى أى مكان بها من الزحام الشديد والبناء والاتساع العمرانى بها .
المحافظة الضيقة هذا الضيق قال عنه أ.د : عبد المنعم عبود استاذ التربية بأن الفقر ينمى الزكاء ، تلك المحافظة ذات المساحة المحدودة كانت دائما تطرد السكان للمعايشة خارج المحافظات والتوطين ويكون فرع للمحافظة خارج المحافظة ، وفى دراستى الجامعية بالقاهرة كنت كلما أسأل أحد بجوارى سواء فى المواصلات والجامعة والأندية والملتقيات الفكرية يقولون نحن منافية ولا يوجد مكان بمصر وإلا به فرع من المنوفية إما منوفى اصلى او صلة نسب من المنوفية .
هذه المحافظة عظيمة وجميلة وطاردة هذا الطرد أثر فيها وجعلها تتبوء مكانة كبيرة جدا فى الجمهورية لأن الفرع الخارج منها خارج متعلم يستطيع التكيف مع الوسط الجديد الذى سيعيش فيه نذكر على سبيل المثال الشاعر عبد الحميد الديب ابن قرية كمشيش أحد خريجى كلية دار العلوم كان شاعر بائسا اى فقيرا أنشد شعرا يقول :
وهل غير الهباء لحافى
بقية نسج دارس ورداء
أطاف بى لص فقير كحالتى
وبائسا من هجرة وبقاء
يصف حاله وكان يستعطف اللصوص أنهم لو جاءوا إليه لن يجدوا سوى ردائه من الجرائد لأنه كان فقيرا يفترش الأرض وعمل دراسة عنه الدكتور عبد الرحمن عثمان باسم ( الشاعر عبد الحميد الديب ) .
هذه الحادثة أثرت على السياسة الإنجليزية فى مصر استغلها مصطفى كامل وكان خطيبا بارعا وكان مقيما بفرنسا وشن مجموعة من المقالات للتنديد بالاحتلاا البريطانى وجرائمه فى مصر ، وكان فرصة للشعب المصرى لبداية الصحوة ضد الاحتلال ، مصطفى كامل مات فى الثلاثينيان من العمر وهو مؤسس الحزب الوطنى القديم .
وهذه الذكرى نحتفل بها كل عام لنعلم أبناءنا التضحية من أجل الوطن وهذا المعتدى الذى احتل أرضنا ونهب خيرنا والذى استمر 74 عاما وكذلك الجزائر 130 عاما كان لابد للغزاة يوما أن يرحلوا وهذه رسالة إلى الوطن الأم العربية ودولة فلسطين التى هى الوحيدة المحتلة حتى الآن لابد أن يأتى اليوم ويرحل فيه الاحتلال الإسرائيلى وهذا عهد فى الدين سينطق الحجر والشجر يقول يا مسلم ياعبد الله تعال ورائي يهودى فاقتله ، وهذا درس وطنى وعهد أزلى للدفاع عن الوطن بأن نقاتل من يعتدى علينا فلو قتلت دفاعا عن وطنك فانت شهيد وفيه رسالة التوطيد والتمكين فى حب الوطن والدفاع عنه ، وكل عام وأنتم بخير وأشكركم على حسن الاستماع .