الصحفية شيرين أبو عاقل قتلت بالخطأ أم تم اغتيالها
تقرير / عبد الرحمن محمد
من المعروف عن مهنة الإعلام أنها مهنة المتاعب حيث يُواجه جميع العاملين فى هذا المجال الكثير من الأخطار وذلك لكونهم يبذلون قصارى جُهدهم للوصول إلى الحقيقة وعرضها للجمهور ولكن فى كثير من الأحيان يكون الثمن هو حياتهم ومع أن القوانين الدولية تمنع أى إعتداء على رجال الإعلام إلا أن هناك من يكسر هذه القوانين .
الشهيدة الصحفية البطلة " شيرين أبو عاقل " أحد أهم أوجه قناة " الجزيزة " التى وقعت ضحية الرصاص الإسرائيلى خلال عملية للجيش الإسرائيلى فى منطقة "جنين" بالضفة الغربية المحتلة صباح يوم الأربعاء 11 مايو .
أشارت جميع أصابع الإتهام إلى الجيش الإسرائيلى بقتلها عمداً وذلك ما صرحت به شبكة ( الجزيرة ) حيث وصفت الحادثة بأن القوات الإسرائيلية قد قتلتها بدم بارد برصاص حى بينما كانت تقوم بعملها الصحفى وأضافت مصادر إعلامية أن " ابو عاقل " كانت مخضرمة وذكية ولم تكن لترمى بنفسها ومن معها للموت مهما كان الحدث مهم حيث كانت تبحث دائماً فى إعداد تقاريرها على مكان أمن تقف فيه وتستطيع حماية طاقم العمل الذى يرافقها، أيضاً مكان أصابتها يثير الجدل ويؤدى إلى نفس النتيجة حيث اُصيبت برصاصة فى دماغها مع العلم انها كانت ترتدى خوذة وسترة ضدد الرصاص مكتوب عليها إعلام !!! ،كما أن رصدها قبل الحادثة لتحركها فى بث مباشر على حسابها تويتر فى فيديو قصير ظهر فيه أنها تتجه إلى جنين .
ترى ما هى الأسباب التى قد تكون سبب إغتيال "شيرين؟
شيرين أبو عاقل صحفية من أصل " فلسطينى " ولدت بالقدس وتنحدر أصول عائلتها من بيت لحم كما عُرف عنها أنها واسعة الإطلاع على النزاع الفلسطينى الإسرائيلى منذ بداية رحلتها، أيضاً كونها صحفية مشهورة صاحبة رأى ولها جمهور ومتابعين، كما عُرفت بسرعة حضورها وتواجدها كلما حدث شئ فى الشارع الفلسطينى مما يشكل عملية رصد شامل لكل ما يقوم به الجيش الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية إضافة إلى ذلك أنها شخصية وطنية وتعشق تراب فلسطين كل ذلك فى إطار دورها كصحفية ناقلة للأخبار فقط .
اتصفت " أبو عاقل " بالشجاعة والرزانة والذكاء والكثير من الصفات الآخرى التى صنعت منها بطلة فى حياتها وبعد مماتها مما ساهم فى إتساع دائرتها الإجتماعية بشكل كبير وقد نعتها الكثير من الشخصيات السياسية والقيادية والمنظمات والنقابات الدولية والإعلاميين وكبار الصحفيين .
ذكرت " ابو عاقل " فى تشرين الأول الماضى أن قصتها مع "جنين" لم تكن قصة عابرة فى مسيرتها المهنية أو حتى فى حياتها الشخصية حيث قالت ' انها المدينة التى يمكن ان ترفع من معنوياتى وتساعدنى على التحليق عالياً .
وأضافت أنها تجسد الروح الفلسطينية التى فى بعض الأحيان ترتجف وتقع لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلتها وأحلامها .
جديراً بالذكر أن القانون الدولى ومجلس الأمن قد إتفقا على عدم التعرض لأى صحفى أو الإعتداء عليه بأى شكل من الأشكال وذلك ما نصت عليها المادة (79) حيث ذكرت النصوص" يعد الصحفيون الذين يُباشرون مهمات مهنية خطرة فى مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ضمن منطوق الفقرة الأولى من المادة (50) أى يجب حمايتهم بهذه الصفة القانونية بشرط أن لا يقوموا بأى عمل يُسئ إلى وضعهم كأشخاص مدنيين وذلك دون الإخلال بحق المراسل الحربى لدى القوات المسلحة فى الإستفادة من الوضع المنصوص عليه فى المادة 4( أ - 4 ) أى إعتبار هم أسرى حرب كما تقدم أعلاه .