الأضحية وأحكامها
بقلم : سهيله يوسف
الأُضحية هي إحدى شعائر الإسلام التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهيه الشافعية والحنابلة والمالكية ما عدا الحنفية فهم يرون بأنها واجبة.
للأضحية عدة شروط يجب أن تتحقق فيها وهي:
أول الشروط المتفق عليها أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام والأنعام هي: الإبل والبقر والغنم يستدل على ذلك
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج:34]
«﴿عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج:28]
يَعْنِي الْإِبِل وَالْبَقَر وَالْغَنَم».
يشترط السِّن في الأضحية، فالإبل ما بلغ عمرها خمس سنين والبقر يكون عمرها سنتين والضأن يجزئ فيها الجذع وهو ما له ستة أشهر والمعز ما بلغ سنة ولا تجوز التضحية بجذعة من المعز لحديث البراء بن عازب:
«قَالَ ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنْ الْمَعَزِ قَالَ: "اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ" ثُمَّ قَالَ: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ"»
ولا يجوز إلا ذبح المسنة لحديث جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي:
«لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ».
ويشترط سلاماتها وأن تكون خالية من العيوب .
والعيوب ثلاثة أقسام :
قسم ورد عن الرسول وورد أنها لا تجزئ .
وقسم منها فيها كراهة مع الأجزاء.
وقسم ثالث عيب معفو عنه وإن كان لا يوجد في الأضحية فهو أفضل.
والأربعة عيوب التي لا تجزئ هي العرجاء والعوراء والمريضة والعجفاء .
والحديث عن البراء بن عازب قال: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مَاذَا يُتَّقَى مِنْ الضَّحَايَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ أَرْبَعًا وَكَانَ الْبَرَاءُ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ يَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي.»
وأن تكون الأضحية ملكاً للمضحي وأن لا يتعلق بها حق للغير وأن يضحى بها في الوقت المحدد شرعا.
حكم الأُضحية:
تنقسم آراء أهل السنة والجماعة في حكم الأضحية إلى قسمين الأول من قال أنها سنة مؤكدة وهذا قول جمهورهم من الحنابلة والشافعية والمالكية واستدل هؤلاء الجمهور بحديث أم سلمة عن النبي:
«إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ.»
وبحديث ابن عباس عن النبي محمد:
«ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَهُنَّ لَكُمْ، تَطَوُّعٌ الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلَاةُ الضُّحَى.»
وأما القول الثاني لدى أهل السنة والجماعة هو القول بوجوبها وبه قال الحنفية وهو من أقوال المالكية وقال به بعض الحنابلة وقال به ابن تيمية.
وأما قول الشيعة حسب قول علي السيستاني أن الأضحية مستحبة استحبابا مؤكدا.
أما الأدلة من القرآن الكريم منها: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر:2] .