زيارة "بايدن" و حملات صليبية غربية جديدة ؟!
بقلم /السيدالزرقاني
" بلاد الشرق تفيض لبنا وعسلا" هل تذكرون تلك العبارة التي أطلقها ملوك أوروبا لحث الجنود والفرسان والأمراء للمشاركة في الحروب الصلببية إبان العصور الوسطى علي بلاد الشرق الإسلامية وتم تغليف الهدف الإقتصادي بهدف ديني و هو تحرير الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وهنا رفع الصليب شعارا لبث الحماس بداخل الجنود ، أما ما سكن في وجدان الفرسان والأمراء هو هدف سياسي لم يتم الإفصاح عنه في حينها وهو الإستيلاء علي أراضي العرب لتكوين إمارات لهم في الشرق بعيدا عن أوروبا التي شاخت وفسدت بفعل الأفكار الدينية التي سادت آن ذاك وأفسدت حياة البشر هناك تعليقات ، فعشنا أكثر من قرنين من الزمان في طاحونة تلك الموجات المتوالية من تلك الحملات وانتهى أمرها بتكوبن دولة إسرائيل المعترف بها دوليا وكانت بداية هجرة متوالية مستمرة حتي اليوم لليهود وغير اليهود علي أراضي فلسطين العربية و من المنتظر موجات كثيفة لتلك الهجرات النوعية وبالتالي هم محتاجين الي مزيد من المساحات الجغرافية النوعية المتميزة ليستوطنوا فيها بشكل دائم!!؟؟
ومن هنا أعتقد أن زيارة "بايدن" المنتظرة هي بداية جديدة لتلك الهجرات الصليبية الغربية إلي الأراضي العربية المميزة وأولها كما هو مخطط لها الامارات، والكويت، والسعودية، ومصر واعتقد أن تلك الاستثمارات الكبري من قبل الشركات الأوربية هي جزء من التمهيد لحالة من الاستيطان منتظر حدوثها خلال العقود القادمة لتكوين دولة يهودية كبري في الشرق الاوسط ليكون نظام عالمي جديد للسيطرة علي العالم، وما تم طرحه من افكار جديدة خلال السنوات الماضية من الديانة الإبراهيمية الجديدة وتسويقها في البلدان العربية والأوروبية علي السواء ليس امرا اعتباطيا وما نسمعه في بعض البلاد العربية من تشريعات ومشروعات لقوانين تخالف الإسلام بل المسيحية أيضا ليس وليد الصدفة أو أفكار ماجنة تواردت علي اذهان البعض فجأة ..
بل هو مخطط صهيوني أمريكي طويل المدي لنفس الاطروحات التي أشرت إليها ، وإعتقادي أن تكون زيارة بايدن هي بداية السماح للهجرات المنتظرة إلي البلاد التي تتميز ببنية تحتية حديثة وقوية في مقدمتها الإمارات العربية والسعودية ومصر ..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سنشرب من نفس الكأس المر مرة ثانية؟!
أم هناك من يدرك وموقفه سلبي غير عابئ بمستقبل الأجيال العربية القادمة ؟!
أم هناك من يدرك ويقاوم حتي الرمق الأخير لدفع هذا السيناريو بعيدا عن المنطقة !
أم هناك من يدرك أن الأمر طوفان جارف و علينا الاستسلام في إطار تفاوضي ؟!
أستطيع أن اؤكد أن الثلاثة أنواع موجودين بين الحكام العرب بكل التفاصيل التي يمكن أن تتخيلها والأمر اليوم يمكن أن يكون للشعوب أكثر منه للحكام لتلافي و صد العبث بثقافتنا وهويتنا في السنوات القادمة
إنه الصراع بين أصحاب الأرض و الصلبيين الجدد الزاحفون من الغرب !
*****
كاتب مصري