شريفة خلف تكتب: الرصاص الغادر قد يقتل أفراداً بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً.
بقلم/ شريفه خلف
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة. إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ، وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظاً. إذا كنت تحب بصدق فلا تتخاذل لأن التخاذل هو الخيانة ولكن بحروف مختلفة. یحترف الخیانة، وأحترف الغفران. یأتي على الناس زمان لا یبالي المرء ما أخذ، أمِن الحلال، أم من الحرام كفى بالمرء خيانةً أن يكون أميناً للخونة. الخيانة تُغفَر، ولا تُنسى. إذا طُعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة. لا خير في عيش تخوننا أوقاته، وتغولنا مُدَده. جرب صديقك قبل أن تثق به. من المؤلم أن الغدر الذي لا ينجح، لا يجرؤ أحد على تسميته غدراً. كم خائنٍ اليوم لا يُشنَق، بل يشنق الاخرين من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن. أصعب شيء في حياتنا غدر الأصدقاء وطعنهم لنا. الثقة هي منبع الغدر. من كافأ الناس بالمكر كافؤوه بالغدر. ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق، ولكن من الصعب أن تحب صديقاً يستحق التضحية. من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الغدر، وتبحث عن الحب في قلوب جبانة. كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب. مثَل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه. الخائن يمضي أكثر من نصف عمره في البحث عن الأعذار. يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها. حقيقة الخيانة عمل مَن اؤتمِن على شيء بضدّ ما اؤتمِن لأجله، دون علم صاحب الأمانة. لا شيء أسوأ من خيانة القلم؛ فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً، بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً