جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

أدبالأحدث

هيثم الشرابي يكتب: شهادة عن الابداع في المنوفية (( ذكريات البشاير وحاضر شاب وامنيات في البال .))

 





بقلم /هيثم الشرابي 


إهداء إلى روح العراب دكتور / احمد نصار ..


لها سحرها الخاص وتفردها هي الهادئة الجميلة تتنوع فيها المشارب والثقافات والعادات ..

هي المنوفية قلب الدلتا ومفرق النيل الزاهرة والزاخرة بالتاريخ والرموز الادبية والثقافية والدينية ..

يحكى انها كانت مكان لهجرة المصريين منذ القدم فاختلط فيها الدم المصري وتنوعت لهجاتها ولكناتها وعاداتها وحرفها وصناعاتها ..

منذ السبعينات كان وجود مبنى( الثقافة الجماهيرية)  عامل جذب للشباب من كل الاعمار مثقفين ومتعلمين وادباء وكتاب وشعراء ومسرحيين .

حيث (قصر ثقافة شبين الكوم)/  وبعده المسرح الروماني في قرية الماي وعدد من بيوت الثقافة الملحقة بالوحدة المجمعة التي نشأت في النظام الناصري .

حيث كان يوجد بها مكتبة ومسرح وسينما وقاعة عروض .

وهكذا ظهرت الكثير من الابداعات والمبدعين في الستينات على سبيل المثال لا الحصر مثل عبدالرحمن الشرقاوي ونجيب شهاب الدين وابراهيم فتحي واحمد الشيخ واحمد عبدالمعطي حجازي وزهير الشايب  .... إلخ 

وفي السبعينات امثال الشاعر الكبير محمود غنيم والشاعر والقاص عبدالرحمن البيجاوي وعفيفي مطر    ..


ولكن جاءت الثمانينات لتسود حالة غريبة من الركود وابتعاد الشباب عن الثقافة الجماهيرية وتراجع الانشطة في الجامعة 

حتى عام ١٩٨٧ مع الانتفاضة الفلسطينية الاولى .


التي كانت شرارة ملهمة لكل الاقلام في شتى انواع الابداع فقام الاستاذ / طلعت الدمرداش المخرج المسرحي بتجميع شباب الجامعة وعدد من المسرحيين والكتاب وشعراء وادباء في عمل مسرحي شامل عن القدس، 

وتوالت الاعمال المسرحية التي برزت من خلالها اسماء أصبحت علامات بارزة في المنوفية وخارجها امثال الممثل والمخرج يوسف النقيب واحمد عباس ومحمود السبعاوي ونور ناشي وعلاء قوقة ..

 وصبري عبدالرحمن وخالد علام وعادل عواجه وصلاح ناصف .. 

لكن الثقافة كانت طاردة لهم ..

وفي هذه الاثناء لمعت اسماء عديدة مختلفة المشارب والتوجهات في مجال الشعر والادب مثل حلمي سالم واحمد الصعيدي واحمد عبدالحفيظ شحاته وعبدالمجيد سليم واحمد بسيوني وحسن النجار .


وكذلك اشتهرت في المنوفية عدد من المجالس الثقافية التي احتضنت عديد من المواهب الشابة مثل صالون الاستاذ/ سمير عبداللطيف بقرية البتانون .

وصالون عبدالله شرف في قرية صناديد رغم انها تتبع الغربية لكن كان يرتادها كثير من الشباب المنوفي 

وصالون ا/ احمد الجزار المحامي في قرية مليج .

وعدد من المقاهي والنوادي الشهيرة في نهاية  الثمانينات مثل مقهى (التجارية ) في شبين الكوم في صحبة دكتور محمد فكري الجزار وشباب كلية آداب وتربية ( عبدالوهاب داوود - عبدالحفيظ طايل - خالد علام - هيثم الحاج علي - حسام الحداد - طاهر البريري وغيرهم ...


وكذلك نادي الموظقين ونادي التجارة ونادي المعلمين .


في نهابة عام ١٩٨٩ ظهر  المرحوم دكتور/  احمد نصار  القيادي في حزب التجمع .


ونظرا لعلاقاته المتشعبة والممتدة بين المجموعات الثقافية  في محافظتي ( المنوفية والغربية)  وكذلك طريقته الهادئة في تجميع وحشد كل المجموعات، 

فقد استطاع بمساعدة عدد آخر من الشباب تأسيس ( المنبر الثقافي الديمقراطي - بشاير ) وبدات الحياة تدب في اوصال الجسد الثقافي المنوفي، واجتمع الشباب والشعراء والمثقفين واساتذة الجامعة والأدباء من كل مراكز وقرى المنوفية للمشاركة في لقاء الجمعة في نادي المعلمين بشبين الكوم 

واعلنوا البيان الاول ل( بشاير)  وتم الاتفاق على إصدار مجلة ثقافية بشكل دوري يكتب فيها الجميع ..


وهنا نذكر ان الاجتماعات كانت تصل اعداد الحضور بها إلى أكثر من مئتي شاب وفتاة يكتبون كل انواع الأدب من شعر وقصة ورواية وسيناريو وابحاث ومقالات ويوجد ايضا صحفيين شباب، 

من هذه الاسماء ( المرحوم الشاعر وسام جلال - أحمد الصعيدي - صبري عبدالرحمن - هيثم الحاج علي - صبحي موسى - علي بدر -  عزة سلطان - عاطف بسيوني - خالد علام - شريف رزق - عبدالوهاب داود - عبدالحفيظ طايل - احمد رفعت - وحيد طعيمة - محمد دغيدي - عماد مطاوع - طاهر البربري - هيثم شرابي  وغيرهم الكثيرين .

واستمرت هذه الحالة الثقافية الثرية التي تناقش كل القضايا الابداعية والثقافية ..

والتي تمتد فيها الجلسات طوال اليوم ..

ثم انتقلت بعد ذلك إلى نادي التجاريين بشبين الكوم 

واصدرت حوالي ٤ اعداد من مجلة بشاير،

وكذلك نشرة دورية داخلية أسبوعية بعنوان ( فيروزة ) كان يحررها القاص والمثقف ( خالد علام ) .


وهكذا سارت الامور حتى عام ١٩٩٤  تلك التي كانت تعتبر من اهم السنوات في الحياة الثقافية في المنوفية حيث خلفت رصيدا مهما من الاسماء على الساحة الثقافية المصرية ..


# # الجامعة والنشاط الثقافي : 


كانت تجربة بشاير بتأثيراتها الايجابية قد تركت بصمتها على الشارع الثقافي بالمنوفية،

فأحدثت حراك ثقافي في الجامعة مع النصف الثاني من التسعينات وكانت بشائره في كلية الاداب جامعة المنوفية حيث نشاط مسرح الجامعة ونادي أدب كلية أداب، وانشطة اتحاد الطلاب الذي يعتبر من ابرز رموزه الدكتور / شوكت المصري  المدرس بأكاديمية الفنون 

والاستاذ / احمد فوزي. مدير عام الثقافة بالمنوفية حالياً 

والصحفي سامي جعفر، والباحث حاتم صادق والقاص محمد فرحات والصديق عاطف الرعو والشاعر محمد ابو حليمه والشاعر والكاتب المسرحي  احمد سراج والشاعر عادل سميح 


وفي عام ١٩٩٦ تم تدشين( نادي القصة والابداع)  بقصر ثقافة شبين الكوم الذي  اصبح بعد ذلك نواة لنادي الادب بقصر ثفافة شبين الكوم ليضم كل هذه الكوكبة من المثقفين والشعراء والمسرحيين والادباء من مختلف الاجيال ..

وفي هذا التوقيت كان يدير الثقافة المرحوم الاستاذ / السيد الجندي،

الذي استطاع ببراعة عالية احتواء كل هذا الخليط، والتعاطي مع كل اختلافاته، وظهرت مجلة ثقافية اخرى هي مجلة (تواصل)  التي دشنت لعدد كبير من الاسماء الشابة في اثناء تولي الاستاذ/ السيد الجندي مسئولية الثقافة بالمنوفية...

وهكذا مع بداية الالفية تعددت المنابر الثقاقية في المنوفية حيث كانت الجامعة ونوادي الادب وألانشطة الثقافية ونادي أدب الجامعة الذي نهض في رعاية الاساتذة دكتور/ اسامه موسى ودكتور/ محمد فكري الجزار ودكتور / عيد بلبع ودكتور/ محمد عزوز .

كما يوجد نادي الادب بقصر ثقافة شبين الكوم .


إضافة إلى الصالونات الثقافية والنوادي والملتقيات التي ذكرناها آنفاً .

ومن هنا بدأت سلسلة النشر في هيئة قصور الثقافة،

  مما اتاح الفرصة لعدد كبير من الشباب للالتحاق بعضوية نادي الأدب ..

وتواصلت سلسلة النشر الاقليمي واصدار المطبوعات الثقافية، ولكن الصراع الثقافي كان على أشده بين الاجيال المختلفة ولولا حكمة وهدوء المرحوم ا/ فارس كامل، 

الذي ترأس قصر ثقافة شبين ثم مديرا للفرع .

هذا الرجل استطاع لسنوات صنع توازن مرحلي وهدوء مؤقت واحتواء للازمات التي حدثت في نادي الادب وفي سلسلة النشر منذ العام ٢٠٠١ وحتى العام ٢٠٠٥ بسبب علاقاته الهادئة مع كل االاطراف .

ورغم ذلك كانت هناك حركة ابداعية وأدبية غير مسبوقة بسبب هذا التنافس الادبي الذي كانت له خلفيات ومواقف سياسية أحيانا ..

ومن الاسماء الشابة التي ظهرت في تجربة نادي أدب الجامعة سنجد ( د / محمد عبدالعال رئيس تحرير مجلة فصول 

د/ محمد ماهر بسيوني - الشاعر حمدي فرحات - القاص د يحيى موسى - د/ علاء الكاشف القاص والمسرحي - احمد عيسى - محمد فتحي - المخرج / وليد الميضي - دكتور محمد رفعت - مصطفى مراد - محمد حفني - وغيرهم 


وظهر ايضا في نادي الادب مواهب حقيقية مثل القاص عماد ابوزيد والقاص حسين منصور   والشاعر عصام عيده والقاص والروائي هاني القط ومحمد الجمال والملحن سيد جابر وغيرهم من الفنانين والمبدعين والشعراء . 


وقبل كل هؤلاء الشباب كان الاستاذ / طاهر صقر والشاعر محمد المخزنجي والشاعر احمد مرسال والشاعر / فوزي عبدالغفار 

والقاص / سالم محمود - والقاص سعيد منصور والمرحوم / سعيد العزب الرخ وابراهيم المؤذن ومصطفى مرعي  والقاص والروائي د/ محمد شهاب الدين والقاص محمود سعد والشاعر ابراهيم بصلة    .. 


وكل هذا الزخم الثقافي المتنوع جعل المنوفية حاضرة بقوة في المشهد الثقافي بشكل عام ...


ولكن ذلك لم يستمر طويلا حيث وقعت حادثة حريق مسرح بني سويف التي ذهب ضحيتها عدد المبدعين وخاصة المسرحيين وعلى رأسهم المرحوم الاستاذ / حسني أبوجويلة المخرج المسرحي الذي اخرج العديد من المسرحيات لثقافة المنوفية او في الجامعة وخاصة كلية الاداب .

كان لهذا الحادث أثر سلبي على اغلب فروع الثقافة في مصر بشكل عام،

  و على فرع المنوفية بشكل خاص، حيث تم اختيار قصر ثقافة المنوفية ليدخل ضمن مشروع تطوير ورفع كفاءة المواقع الثقافية،  ليتناسب مع شروط الحماية المدنية لمقاومة أي حريق يحدث،

ومن الجدير بالذكر ان هذا القصر تم بناءه في الستينات على الطراز والمواصفات الروسية ..

وبالفعل تم اغلاق قصر ثقافة شبين منذ العام ٢٠٠٩ وتم نقل الموظفين والجزء الإداري إلى مكان غير صالح لممارسة اي نشاط غير الاجتماعات، مما تسبب في حالة ركود وتراجع وهجرة عدد كبير من المثقفين والمبدعين إلى القاهرة او إلى محافظات اخرى ..

ونوضح ان بسبب اغلاق القصر اصبحت الفرقة القومية للمسرح لا تجد مكاناً ملائماً للبروفات ولا للعروض وكذلك فرقة الموسيقى العربية،

 وتم حرمان المنوفية من استضافة أي فعاليات او مهرجانات او مؤتمرات ادبية او ثقاقية،

وكذلك اغلقت دار السينما الموجودة مما تسبب في حرمان المنوفية من خشبة مسرح ودار سينما لسنوات طويلة .


-وقد كان إغلاق قصر ثقافة شبين حوالي ١٣ عام والذي تم إعادة افتتاحه في فبراير ٢٠٢٢ العام الماضي....


وايضا للاسف اغلقت اغلب قاعات عرض السينما في باقي مراكز المحافظة تحت دعوى عدم مطابقتها لشروط مقاومة الحريق ... 


واصبحت المنوفية محرومة من السينما والمسرح،

ختى ان عروض المسرح الجامعي يتم عرضها ليلة واحدة على احد المدرجات في الجامعة وهي مدرجات غير مخصصة للعروض المسرحية وتكون فقط لمشاهدة لجان التحكيم،

ونفس الامر يسري على شرائح نوادي المسرح .


أما فيما يخص نادي الادب بشبين الكوم،

فإنه نتيجة للصراع تفرعت منه عدة اندية مثل نادي الأدب بمنوف وأشمون وبركة السبع وقويسنا .

ومع عام ٢٠١١ وتزامنا مع احداث يناير اصبحت الأمور تدار بشكل روتيني مع سيطرة حالة من الجمود على الابداع وللاسف دخلت الثقافة الجماهيرية وقتها في مرحلة من الصراع الوظيفي مما كان له أثر سلبي على حركة رواد قصر الثقافة بشبين الكوم  و بيوت الثقافة خشية الانزلاق في هذه الازمة الوظيفية، التي انتهت في عام ٢٠١٥ ..


عندما تولى الصديق الشاعر / صبري عبدالرحمن 

 منصب مدير عام الثقافة لتبدأ الامور في الانفراج مرة اخرى ويعود الشباب والمثقفين والشعراء للنشاط والفعاليات حيث لعب دورا هاماً في استعادة نشاط نادي ادب شبين الكوم وباقي الأندية ..

ومن بعده جاء الاستاذ/  احمد فوزي 

الذي شارك عدد كبير من المثقفين والمبدعين المنايفة قي مشروع استنهاض الحركة الابداعية بالمحافظة،

 وقام بالتواصل مع كل الهيئات والكيانات والمؤسسات مثل الجامعة والتربية والتعليم  والشباب والرياضة والمجلس القومي للمرأة والنقابات المهنية والعمالية وغيرها ... 

وكذلك حرص على استمرار اقامة معرض الكتاب سنويا بشبين الكوم ..

كما تم تدشين عدد لا بأس به من المبادرات الثقافية لنشر الوعي،  مما ترتب عليه حالة رواج ثقافي وانتشار للفعاليات  في المسرح وفرق الموسيقى العربية والإنشاد الديني وقصر الطفل الذي شهد طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة في الأنشطة والفعاليات وابتكار الافكار المبدعة ليصبح احد المنافذ المهمة لرعاية مواهب الاطفال في المنوفية ...


بسبب هذه الفعاليات المتعددة والمنتشرة حدث اقبال كبير من المواهب الشبابية وضخت دماء جديدة،

هذه الدماء نراهن عليها كثيرا ونراهن على كثير من الاصوات الشابة الجادة التي ترسم طريقها بجهد ومثابرة 

امثال(   إبراهيم معوض - ياسر عيد - فايز المعداوي - علا الشيخ - محمدعيد - احمد نجيب وغيرهم من الشباب الواعد .


ونحن في إنتظار إفتتاح عدد اخر من المواقع الثقافية الجديدة قريبا ..

ونتمنى ان ينجح مبدعو المنوفية في العمل على مشروع ثقافي وابداعي تنويري يسهم في نشر الوعي والثقافة في كل قرى المحافظة ويضرب مثالاً حياً على دأب وحيوية المنايفة .

ومن الأمنيات التي اتمناها فيما هو قادم أن ندشن مجلس حكماء الثقافة وهو كيان سيجمع كل المهتمين بالشان الثقافي من شخصيات وكيانات ومؤسسات  وهيئات شعبية ورسمية 

لوضع خطط ورؤى ثقافية للمحافظة مع مراعاة التنوع الثقافي والخصوصية الثقافية للريف المنوفي وما به من حرف تراثية ومناطق أثرية وآثار من كل العصور .

هذا المجلس هو احد نماذج المجتمع المدني الوسيطة للاهتمام بالتنسيق الحضاري والصورة البصرية والحفاظ على الهوية في سياق الانصهار في بوتقة الشخصية المصرية ..

هي امنيات واحلام تراود الخيال ..


لكننا تعلمنا ان الابداع هو فعل تغيير الواقع ...

لهذا سوف نحلم ونتمن

 واقعاً اجمل وافضل لنا وللاجيال القادمة .

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022