جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

ريم ابو عيد تكتب: اعتذار واجب.. وتقدير مستحق

 




بقلم/ ريم أبو عيد

كاتبة وروائية وعضو اتحاد كتاب مصر


الحقيقة أنني لم أعتد الكتابة عن أية شخصية عامة، خصوصا إن كانت لا تزال على قيد الحياة، حتى لا يشوب كلامي شائبة مجاملة، أو أُتهم بالتملق، وهما صفتان بعيدان كل البعد عن قلمي وعني. ولكنني هذه المرة سأكسر هذه القاعدة استثنائا، فالظرف استئنائي، والشخصية التي أكتب عنها أيضا استثنائية.  أما الظرف الاستثنائي فهو تأييد حكم الإعدام في التاسع من فبراير الماضي على القاتل محمد عادل، الذي سفح دم عروس الجنة نيرة أشرف، وهو الأمر الذي بلا شك كان بردا وسلاما ليس على أهل المغدورة فقط، ولكن على المجتمع بأكمله لما فيه من تحقيق للعدالة التي هي أساس الحياة الآمنة للجميع.  أما الشخصية الاستثنائية التي أكتب عنها اليوم والتي أدين لها بالاعتذار فهو المستشار بهاء المُرّي، هذا القاضي الجليل الذي سخره الله لنصرة المظلوم وتحقيق العدل والعدالة.  وأما الاعتذار فلأنني ظننت خطأ أن معاملته الإنسانية للقاتل أثناء محاكمته هي التي جعلت القاتل يتمادى في غيه وهو يتحدث بالباطل عن ضحيته، فالحقيقة أنني لم أكن أعرف المستشار بهاء المري قبل هذه القضية، وهو الغني عن التعريف في ساحات القضاء، والمعروف بعدله في أحكامه، ولكن لأنني لست من متابعي أخبار الحوادث والقضايا بشكل دوري، إلا أن قضية نيرة أشرف تحديدا زلزلتني لبشاعة الجريمة ولبشاعة تفاصيلها.  عرفت بعد هذه القضية أن هذا القاضي الجليل هو أيضا أديب وكاتب وقاص له كتابات أدبية عديدة، وأنه أيضا عضو في اتحاد الكتاب، ذات النقابة التي أنتمي إليها.  أحسست بأنني مدينة له بالاعتذار، فأرسلت له رسالة على صفحته الشخصية على فيسبوك أعتذر له عن سوء ظني أثناء محاكمة القاتل، تقبل اعتذاري بصدر رحب وبتواضع جم.  التقيت به في دار نشر غراب لإهدائه نسخا من رواياتي، وحالفني الحظ بأن أهداني رواية له بعنوان (أنا خير منه)، واستعان بي بعدها لتحويلها إلى سيناريو فيلم، كما شرفت بحصولي على نسخ من بعض كتبه ومنها كتاب سيرته الذاتية (قاض من مصر)، الذي لمست من خلال صفحاته عظيم إنسانيته في التعامل حتى مع المتهمين الذين كان يحقق معهم حين كان لا يزال وكيلا للنيابة في عدة محافظات، وبعد أن أصبح قاضيا،  كما شاهدت بعيني بساطته وتواضعه في التعامل مع موظفي إحدى إدارات وزارة الثقافة وذلك حين ذهبنا لتسجيل سيناريو الفيلم الذي كتبته عن روايته كعمل مشترك بيننا.  وكل ما قرأته عنه من خلال سيرته الذاتية وما شاهدته من تعاملاته الراقية والإنسانية مع الناس بصفة عامة، وما قرأت له من نصوص قصصية وأدبية غاية في الجمال والإبداع، هو ما جعلني اليوم أكتب عنه هذه المقالة، أولا لكي أكرر اعتذاري له أمام الجميع، عما بدر مني من ملاحظة في غير محلها وقت محاكمة القاتل محمد عادل، ولكي أرسل إليه أيضا رسالة تقدير واحترام عبر هذه السطور لأنه بحق أنموذجا عظيما يحتذى به في الحق والعدالة والإنسانية، أتمنى كمواطنة مصرية أن يكون لدينا مثله في كل المؤسسات والهيئات الحكومية حتى تتحقق العدالة في كل مناحي حياتنا.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022