جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

محمد رفعت يكتب: مأزق السودان وآثاره وكيفية المعالجة



بقلم /محمد محمود رفعت

رئيس حزب الوفاق القومي الناصري 

القتال الذي نشب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السودانية لم ينشب فجأة .. وإنما اعتاد السودان بقواته علي الانقلابات العسكرية أو المؤامرات ضد الشعب السوداني . 

وكلا المتحاربين يقف في المعسكر المعادي لتطلعات الشعب السوداني ولا علاقة له بمطالب الشعب السوداني فالثابت أن كلاهما تحالف ضد مظاهرات الشعب السوداني السابقه حين كانت تطالب بحكم مدني منتخب من الشعب .. وأعمل كلاهما أسلحته قتلا في المتظاهرين . 

فالجيش السوداني نشأ وتعلم في ظل الجبهة الإسلامية السودانية بقيادة حسن الترابي وكان الالتحاق بالكليات العسكرية لمن يحفظ القرآن أو علي الأقل 6 أجزاء منه .. وهو مايعني أن الولاء والانتماء ليس للوطن وإنما للجبهة الإسلامية .. وقوات الدعم السودانية حين نشأت كانت من الجنجويد لمواجهة المعارضين لحكم البشير . وكلا المتقاتلين يسعي لإثبات وجوده والوصول للحكم دون النظر لمطالب الشعب . 

ولعل نظرة علي ماضي كلاهما القريب حين كان يقدم نفسه للقتال مع المملكة السعودية مرة ومع الإمارات أخري يؤكد أنهم بلا عقيدة قتالية وطنية بعيدة عن الأهواء والمصالح . 

وتحول الأمر وزاد الطين بله حين تحول كلاهما للبحث عن المال فالسودان البلد الملئ بالثروات المعدنية من عدة أنواع أهمها اليورانيوم أصبح مطمع لمن يتعامل مع تلك القوات التي أضافت لنشاطها التجارة في ثروات البلاد المعدنية دون البحث عن مطالب الشعب . 

ولعلنا نتذكر أن الانقلاب الوحيد الذي وفي قائده بوعده كان انقلاب المشير سوار الذهب بالاتفاق مع الأحزاب والقوي المدنية .. وطلب مهلة لمدة عام قام بعدها بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي .. فكانت النتيجة أن عاد جعفر النميري إلي السلطة ثانية بانقلاب عسكري . 

وهكذا تتوالي الأمور في السودان .. والسلطة تعمل علي إبعاد الشعب عن المشاركة في شئون بلاده علي مر السنوات . حتى اندلعت المعارك الأخيرة . 

وكلا الطرفين في هذه المعارك لم يعلن أنه أو يكن له موقف من الاستعمار والصهيونية .. بل أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان صرح بأن الكيان الصهيوني دولة كباقي الدولة يجب عليه احترامها والتعامل معها وقام بزيارة دولة الكيان الصهيوني ولقاء قادتها . 

أما محمد حمدان حمتو قائد قوات الدعم السريع السودانية فهو باحث عن السلطة ولو تمت برعاية الاستعمار والصهيونية دون اعتبار للمشاعر شعبنا العربي في السودان الذي يؤمن شأنه شأن كل الشعب العربي بأن فلسطين قضية العرب المركزية ويجب تحريرها من الاحتلال الصهيوني . 

ونأتي للعلاقة بين شعبنا في مصر وشعبنا أيضا في السودان وهي علاقات وطيدة علي مر التاريخ باعتبار أننا شعب يجمعه وادي النيل . ويعيش في مصر أكثر من 4 مليون سوداني لم يشعر أيا منهم بالغربة مع إخوتهم في مصر . 

وتثار التساؤلات حول اعتداء قوات الدعم السريع التابعة لحمتو علي القوات المصرية المتواجدة في السودان وتصويرهم وترويج دعايات منحطة تجاههم .. رغم نفي حمتوو وقدرة مصر علي الحفاظ علي أبنائها في السودان والذين ذهبوا من الأصل في تدريبات عسكرية لرفع مستوي الجيش السوداني وتقديم المعونة الفنية له . 

وفي نظرة سريعة الي الأثر المترتب علي مايحدث في السودان علي مصر فنجده ميثل أبلغ الضرر بمصر من عدة نواحي :

- مصر التي يقام سد إثيوبيا المائي إضرارا بها وبشعبها والأصل أن تكون السودان سندا لمصر فلا هي دولة محايدة ولا هي بعيدة عن آداء دور لمساندة مصر في الحصول بكل السبل والوسائل علي حقها في ماء النيل . 

- أن معني مايحدث في السودان هو وصول قياة للحكم لاتكون علي وفاق كامل مع مصر .. والسودان تمثل الحد الجنوبي لمصر .. ومن ثم فان مايحدث يعني حصار مصر من كل الجوانب .. من شرقها الكيان الصهيوني الذي يحتل أرض فلسطين ويظل شعبنا العربي في مصر في حالة عداء معه حتي تحرير الأرض فرغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد ومرور أكثر من ثلاثين عاما عليها فلا يوجد تطبيع بين حزب أو جماعة أو نقابة أو أي شكل مصري مع الكيان الصهيوني وتظل عقيدة قواتنا الملحة أن عدونا هو هذا الكيان الذي يحتل أرضنا العربية في فلسطين . ومن غربها تأتي المؤامرات علي يد ( الجماعات الإسلامية والتدخل الأجنبي في ليبيا ) .. ثم نصل الي الجنوب بما يحدث في السودان ليفتح الباب أمام التدخل الأجنبي ليتم حصار مصر من جهاتها الثلاث . 

وهذا جميعه يعني أن دور القوي الحزبية والسياسية والشعبية في مصر هو الوقوف بجانب الشعب السوداني لتفويت فرصة فرض أمر واقع عليه تعاني منه أمتنا العربية كلها . فلسنا في حاجه الي مزيد من التقسيم والتفتيت والتدخل الأجنبي وكفانا انقسام السودان الي شمال وجنوب ولسنا في حاجة لمزيد . 

                                                                    

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022