جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

أدبالأحدثالأحدث الادب

(يتدفق وجهك) للشاعر العراقي (انمار كامل حسين)

 



 شعر/انمار كامل حسين
(العراق) 

يتدفقُ وجهُكِ 

مثل نعاسٍ يدهنُ حُنجرة الليل

يخطفُ حشرجة البوحِ من ريقِ الوسادةِ

ليؤذِّنَ الشوقُ في رأسي

مثل ترانيمِ المعابدِ القديمةِ

وهي تبحثُ عن آلهةٍ مفقودة

عن مسبحةٍ تدور في أكفِّ القلق

فعيناكِ خُرافةٌ اغريقيةٌ

لم ينجُ منها أحد

والفقد حماقة تفشي أسرارنا الكاذبة

فمازلتُ أقتفي أثر جوعي لشهيتكِ

مثل طريدةٍ عمياء

أبحث عن مخابئَ للهاربينَ من الوحشةِ

وهم يتيبسونَ جلداً ميتاً

فوقَ صدورِ حبيباتهم

او حطباً كافراً تشتهيهِ المواقد

فالأشجارُ في الغابةِ 

جمهورٌ يُصفِقُ للإحتراق

وأنا الشاغرُ الوحيدُ الذي

يعبئ راس الفراغ بهشاشتكِ

يمتلئُ بكِ مثل صرخةٍ

تنساب من عروقِ الغياب

فتأكُلها الذاكرة مثلَ نشيجٍ أعمى

تلفهُ الروح الهرمة ذات عناق

من وزع ملامحكِ المهجورة بالتساوي 

بين كل الوجوه؟

من أعار خصركِ الكمثريُّ لسواقي

القرى المنسية؟

من يطارد عتمةَ هذا الليل الحالكِ 

بسلاحٍ أبيضَ؟

وهو ينحرُ عُنقَ الضوءِ

ليلفَ بعبائتهِ إنطفاء كل الصباحاتِ الهجينةِ

تعالي لننتهزَ كلَ الفرصَ القادمةَ

ونهدِرها من جديد

نكايةً بفجيعةِ الخساراتِ وهي تنسف أحلامنا

فهناك متسعٌ من الموتِ يحدق بنا

يعد أيامنا الخائبة بأصابعِ الإتهامِ

يقرأ الفاتحة على قبورنا المغلقة

لِنُبعثَ في مأزقِ الخليقةِ من جديد

فالفاتحةُ هي الرمزُ السريُّ للموتى

حين كانوا يمزحون مع التاريخ

فدونهم جثثاً على ظهره

وهم يُحمَلونَ على اكتافِ النصرِ

مثل جنديٍ عادَ من الحربِ

محشواً بعلمِ بلادهِ

فالأوطان تخونُ أيضاً يا حبيبتي

حين تبصق ابناءها صعاليكَ 

على أرصفةِ الغربةِ

مثل أعقابِ السگائر

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022