شعر / علي حميد الحمداني
لا تبالي
لو تريدين رحيلاً ، لا تبالي
فمصيرُ النجمِ مهما طالَ عمرُ النجمِ يأفلْ
لا تبالي ، كلّ شيءٍ بعدَ طولِ الوصلِِ يرحلْ
ربما كنّا نياماً فصحونا من كرى حلمٍ مؤجّلْ
ربّما كانَ حديثاً عابراً طالَ وَطَوّلْ
ربّما كأسُ الهوى فاضَ كثيراً ، ثمّ أثملْ
ربّما يعتقدُ الساهرُ أنّ الليلَ أطول
ربّما صاحت بنا الأقدارُ في سكرتِها صوتاً لنرحلْ
ربّما آنَ لمجنونِ الهوى ان يتركَ الوهمَ ويَعقَلْ
ربّما بابٌ، ويُقفَلْ
ربّما يصحو المُغفّل
ربّما حالٌ، تَبدَّلْ
ربّما كانَ جَباناً وهوَ اليومَ سيفعلْ
ربّما كانَ قرارُ الهجرِ أجمل
,,,
لا تبالي
إنّ هذا الطفلَ قد يبكي قليلاً ، أو كثيراً ..
عابثاً ، أو يتألّم
هوَ كالأطفالِ في الاعيادِ ، بالألعابِ يحلم ..
ظنَّ في حضنِ هواكِ سيرى العالمَ أرحم ْ
عاشقٌ عاشَ بليداً ، من مراراتِ الأسى
من لوعةِ الأحزانِ يشكو ، فتوَّهَمْ
لا تبالي ،
إنّ هذا العشقَ مجنونٌ كسيحٌ
عاشَ بينَ الناسِ كالأعمى وأبكمْ
لا تبالي ، منذُ أيامِ صباهُ لم يكن يحملُ طلسمْ ..
كانَ مأسورا لصوتِ الأمنيات ..
ثمّ مِن بعدِ الفوات..
يختفي ، كي يتكّلمْ
,,,
عجباً ..
كيفَ لهذا العشقِ أن يذوي ويَهرَمْ ...
كيفَ يُهزَم
عجباً ،
كيفَ نُريقُ الكأسَ كي نبكيهِ مِن دمْ ...
كيفَ أنّا نصنعُ الأعذارَ اذْ نقتلُ حبّاً كانَ طفلاً يترنّم
كيفَ في ساعةِ طيشٍ يتقزّمْ
كيفَ لا نرحمُهُ بين أيادينا ويبدو خائفاً أن يَتهدّمْ
عجباً ، والله أعلمْ
..
لا تبالي ,
إنّ هذا الزمنَ الموبوءَ يرضى
بهوانِ القلب
إن كانَ على نيّاتِهِ يعفو ويرحمْ
يتندّم؟
هو قلبٌ صادقٌ لا يتندّمْ
لم يكنْ يوماً على دربِ خداعٍ يتوهّمْ ..
لم يكن يكتبُ شيئاً
غيرَ فصلٍ في هواكِ يتعلّمْ
لا تخافي ..
ليسَ في الحرفِ عتابٌ ..
بل هو القلبُ الذي بالعشقِ أجرَمْ
لو تريدين رحيلاً ، لا تخافي
قمرٌ انتِ ،
وقد يرحلُ بدرٌ حينَ يسأمْ
فاتركيهِ ، ربّما بعدَ غيابٍ يتهشَّمْ ...
لم يكن ذنبكِ أنتِ ،
ذنبُ قلبٍ غافلٍ بالحبِّ أسلَمْ
لا تبالي
....
بابل ٢٠٢٣