السيدالزرقاني يكتب: الاحزاب السياسية والانتخابات البرلمانية
بقلم /السيد الزرقاني
يعتبر هذا العام هو العام الحازم في تاريخ الاحزاب السياسية في مصر ففي هذا العام سوف تجرى الانتخابات البرلمانية، في ظل ظروف بالغة الصعوبة علي كل المستويات االداخلية والخارجية.
- داخليا تعاني مصر من ازمة اقتصادية خانقة ممتددة طول عهد حكومة د. مدبولي الذي فشل فشلا ذريعا علي مدار تشكيلين لحكومتين متتاليتين في ايجاد اي حلول لتلك الازمة وازمات اخرى عديدة سوى تصديرها للشعب ليتحمل تبعيات تلك الازمات وحدة وعلي حساب حياته اليومية الا من فئة الاغنياء ورجال الاعمال التي تبجح رئيس الوزراء في الاعلان والاصرار علي الانحياز الكامل لهما برعاية برلمان يعتبر هو الاسوء في تاريخ الحياة النيابية المصرية الذي وفر حماية كاملة لحكومة تتمادي في الفشل وترهن مقدرات المصريين بيد اخرين، بل ترهق الاجيال القادمة بكثير من الرهونات للاخرين وتقيد مصائر حياتهم لعقود عديدة لا يعلمها الا الله
داخليا ايضا يعاني المجتمع المصري من تحلل اخلاقي واجتماعي ولم يشهده من قبل فمصر الان من اعلى الدول في العالم في نسبة الطلاق وتشرد اسري كبير، بالطبع له الكثير من الاثار السلبية علي اجيال عديدة، وطفى علي السطح لغة انفصالية مجتماعية بشكل يشكل خطرا جسيما علي بنية المجتمع وتماسكة وهناك حالات من الصراع بين طبقات المجتمع المتناحرة سواء سياسيا او اقتصادية او اجتماعية في ظل غياب شبه كامل للدولة او حتي اعلام الدولة ولا يوجد سوى اصوات قليلة تنادي وتحذر من المخاطر الاجتماعية المحدقة بمستقبل هذا الوطن بل وحاضره في ظل تراجع كبير في المستوى التعليم سواء قبل الجامعي او الجامعي.، وصمت الحكومة امام تلك التحذيرات المتتالية وعجزها عن اتخاز قررات حازمة في الاوقات المناسبة مما يضاعف الاثار السلبية لاي مشكلة حيث غابت اي رؤية مستقبلية للاصلاح، وهذا كله له مردود نفسي خطير ، حيث اصيب فئات عديدة باليأس والاحباط وموت روح الابداع والطموح لدي الكثير من الشباب الذي يمثل 62٪ تقريبا وتلك قوة لا بأس بها واصبح حلم كل شاب الان كيف يترك ويغادر هذا الوطن الذي لم يعد يحتضن اولاده، فمات الحلم في مستقبل افضل
داخليا ايضا سيطرة مجموعة من رجال المال والاعمال علي السلطة التشريعية التي كانت تمثل بارقة امل للشعب في الازمات حين يتبارى النواب في التحدث بصوت وعقل المواطن البسيط حيث كان هناك تماس هام جدا بين المرشح والناخب
- اما خلال دورتين من دورات البرلمان فلم يطفو علي السطح سوى هؤلاء الذين يملكون المال فقط وليس بينهم وبين الناخب اي وفاق لافي الافكار ولا المناقشات فغاب في البرلمان من يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ويعبر عنه
داخليا ايضا غابت الاحزاب السياسية بشكل مقصود طوال العقدين الاخيريين ولم يعد لاي حزب التواصل مع جماهيره وطرح رؤيته السياسية والفكرية للجماهير بسبب ازمته الاقتصادية وغياب الموارد للحزب التي لا تتمثل الا في ثلاث اشكل فقط وهي اشتركات الاعضاء وهي لا تغطي سوي 1٪ من انشطة الحزب والمورد الثاني يتمثل في بعض المشروعات التنموية والي يخشي الجميع من الدخول فيها لانها تحتاج الي هيكل اداري ثابت وممتد وطبيعة الاحزاب انها في حالة تغير دائما وبل وتشرزم مما ادي الي ظهور اكثر من مائة حزب سياسي و لو تم دمجها فكريا وايدلوجيا لن تري سوي اربع احزاب سياسية فقط في مصر ولذلك تبتعد ادارة اي حزب في التدخل في اي مشروعات تنموية للحزب ولم يبقى لاي حزب سياسي سوى المورد الثالث وهو انضمام رجال الاعمال الي الاحزاب بل وسيطرة رجال المال علي مصير الاحزاب حيث يقوم رجل الاعمال او صاحب المال بالانفاق علي كل فاعليات الحزب مقابل السيطرة الكاملة علي المواقع القيادية بل ويضمن مقعد في البرلمان بعيد عما اذا كان يؤمن بفكر وايدلوجية الحزب ام لا!!
هكذا تلجاء غالبية الاحزاب الي الطريق الثالث الذي افسد حياتنا السياسية عامة وافسد الاحزاب خاصة حيث لن تري مصر اي تطور سياسي طالما سيطر هؤلاء علي مصائر الاحزاب والافساد الاكبر هو تواجدهم في البرلمان فهم يضحون بالمال مقابل السيطرة علي اهم سلطة في مصر وهي السلطة التسريعية فما من تشريع صدر خلال الدورتين الأخيرتين الا لصالح هؤلاء بعيدا عن معناة الفقراء والبسطاء في بر مصر من شمالها الي جنوبها وشرقها الي غربها اما الظاهرة الاخطر في غالبية الاحزاب السياسية الي التبارى بين الاحزاب السياسية في ضم النساء والشباب وتجار المخدرات ومتعاطيها في العضوية ممن ليس لها اي طموح سياسي مقابل الامول وبعض الحفلات وهو ما يعرف بسياسة القطيع التي كانت الجماعات الدينية تلجاء إليها للحشد في المناسباب وتجلي ذلك في مواقف عديدة حيث تم شحن هؤلاء مقابل وجبة واتوبيس وزجاجة مياة
الي رفح او العاصمة الادارية الجديدة
تلك هي مشاركتهم السياسية فقط وفي اي فاعلية ستجد نفس الوجوه ونفس الاشخاص مع اى قيادة للحزب او اذا انتقل لحزب اخر فهم معه وهذا ما حدث مؤخرا عند تاسيس حزب (الحبهه) او تغير بعض القيادات في احزاب المولاة التي لا تتحرج في الاعلان عن ذلك رغم معناه الشعب...
أما خارجيا فهناك العديد من القضايا الاقليمية التي تشغل بال القيادة السياسية بشكل كبير وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تمثل الامن القومي لمصر كوال الثلاث قرون الماضية ومايحدث فيها من تطورات سياسية وعسكرية وامنية يوميا بالاضافة الي الوضع المقلق في السودان وليبيا واثره لسلبي علي مصر وكذلك الوضع العربي بصفة عامة وسوريا بصفة خاصة واعتقد كل تلك الاحداث ستكون حاضرة علي موائد كل المرشحين في ندواتهم وحضورهم وانتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب بالتاكد ستكشف النقاب عن كم المنافقين والافاقين وايضا ترزية الانتخابات، ربما يقول المواطن العادي.. مصر ليس بها انتخابات لا نها تدار بعقلية امنية بحته ابتداء بمن له حق الانتخاب والترشح وانتهاء بتوجيه اصوات الناخبين يمينا او شمالا... او منع التواجد اصلا للتصويت!!!
لقد تم رصد الكثير من السلبيات في الانتخابات السابقة التي افرزت نواب لم يقدروا مكانة وقيمة السلطة التشريعية في دورتها السابقة التي اوشكت علي الانتهاء، لم يكن اي منهم علي قدر المسؤلية التي تمناها المواطن البسيط، فعلي الساحة احزاب تظن انها الحصن الحصين للدولة والحكومة في ازماتها المتتالية وانخازوا جميعا الي قررات بعيدة كل البعد عن العدالة الاجتماعية التي ثار الشعب مرتين في خلال اربع سنوات فقط مطالبا بها، وكان حلمه ان ينعم بها بجانب مكتسبات سياسية واقتصادية اخري!!
اصيب المواطن بالاحباط الممنهج بفعل فاعل وحناية من تلك الاحزاب التي تسمى احزاب المولاة او احزاب الحكومة!!!!
واصبح المواطن في حيرة من امره بل فقط اي امل في الاصلاح السياسي ومن هنا اصبح من الضروري الخروج من هذا النفق المظلم الذي تصر حكومة د. مدبولي علي حجز المواطن فيه طوال الوقت دون بادرة امل في افق الحياة سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او حتي تعلميا.....
لقد افرزت السنوات الماضية بضع معايير لدي المواطن لتحديد وجهة اي نائب في البرلمان ومن خلال تلك المعايير التي كونها المواطن بذاته لفظ كل النواب علي مختلف اشكالهم لانهم ليسوا من بني جلده او حتي يمثلونه تحت قبه البرلمان بشقيه!!
ويمثل ذلك انتكاسة في حياة المواطن
والاعتقاد الاكبر انه لا مكان لهؤلاء النواب مرة اخري في دوائرهم الا من رحم ربي وان انتخابات 2025سوف تكون انتقالة نوعية جديدة بيد الناخب وان المال السياسي لن يكون هو العامل الاساسي لاختيار النائب رغم ان ثقافة الغالبية العظمى من الشعب هو الاستفادة الانية فقط كيس سكر وزجاجة زيت... رشوة مقبولة!!
ل ولكن نا في تجربة النائب «ضياء الدين داود» النائب الناصري الذي يتميز برؤية برلمانية ثاقبة في مناقشة كافة القضايا وكذلك « احمد بلال» نائب حزب التجمع الذي تعتبر تجربته في الترشح والفوز شهادة علي النجاح الساحق والمنافسة الشريفة والاداء المحترم تحت قبه البرلمان طوال خمس سنوات ، تلك التجربة هي نموذج دافع وقابل للتكرار هذا العام عندما يكون المواطن لدية قدرة علي الفرز مابين نائب يدرك قيمة السلطة التشريعية واخر سد خانة .
*********
ويبقى الشعر
********
علمتيني الصبر
يوم ما قفلتي كل البيبان
عملتيني اصرخ
لما كان
الكون سكوت
خلتيني اكره.. معنى كلمة وجود
وافكر في لحظة موت
خلتيني اكتب
فوق حيطان الوجع
كل حروفي... ااااااه
ونسيت
في نظرة عينيكي
كل ابتسامات... الحياااااااه
****
#السيدالزرقاني