ريم ماهر تهنيء المستشار محمدبك عرفات
بقلوب يملؤها الفخر والسرور، أتقدّم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى
معالي المستشار / محمد بك عرفات
بمناسبة صدور قرار ترقية معاليه إلى درجة وكيل أول بالنيابة الإدارية، وهي ترقية مستحقّة لرجلٍ حمل أمانة العدل بإخلاص، وسار في طريق النزاهة بعزمٍ لا يلين.
إنّ من يتأمّل في مسيرتكم الحافلة، يجد أمامه قاضيًا لم يكن يومًا إلا مثالًا يُحتذى به، ورايةً شامخة للحقّ لا تنكسر، سطّر صفحات من العمل الدؤوب، والرؤية الصائبة، والحُكم الرشيد، في ميادين تزداد صعوبة وتحديًا.
ففي زمنٍ تتشابك فيه القضايا، وتعلو فيه الأصوات، كنتم أنتم الصوت الهادئ العادل، والميزان الذي لا يختل، والحضور الذي يفرض احترامه دون أن يتكلّم. لا عجب إذن أن تأتي الترقية تتويجًا لمسار لم يعرف إلا الشرف في القول والفعل.
إنّ هذا القرار لم يكن تكريمًا لكم فحسب، بل شهادة وفاء لمسيرة ممتدة، وتقديرًا لمواقف لا تُحصى صُنعت فيها العدالة على أيديكم. فأنتم من القلائل الذين يجتمع فيهم الحزم والرُقي، والحسم مع الحِكمة، والرئاسة دون استعلاء.
لقد زرعتم في قلوب كل من عمل معكم قيمة الإنصاف، وتركتم في أروقة العدالة بصمات لا تُمحى، تستحق أن تُروى للأجيال القادمة كنموذجٍ للقائد العادل الذي لا تغرّه المناصب، ولا تُغلق عينيه الأضواء.
لقد أثبتّم أنّ القيادة لا تُقاس بالدرجة الوظيفية فقط، بل بالقدرة على صون القسم، وحُسن إدارة الأمانة، والعدل بين الناس، وهي قيمٌ لطالما حملتموها وأعليتم من شأنها في كل موقع تشرفتم به.
وما أجمل أن تتزامن هذه الترقية مع فترة تتطلّب من القادة ثباتًا في المواقف، ووضوحًا في الرؤية، وسموًا في الأداء، وكلها صفات تجلّت في شخصكم الكريم، وفي أثر عملكم على منظومة العدالة بأسرها.
لقد كنتم -وما زلتم- عنوانًا للتوازن في زمن تعصف به التقلّبات، ورمزًا للنقاء في واقعٍ تتشابك فيه المصالح. فكان حضوركم في كل منصب شغلتُموه بمثابة بوصلة ترشد العدل إلى موقعه، وتعيد للحق هيبته وهيئته.
كم من موقفٍ تردّد فيه الكثيرون، فكنتم أنتم من يخطّ الحسم بحبر العقل والحكمة، ويعيد الأمور إلى نصابها بقلبٍ ثابت وبصيرةٍ لا تخيب. وهذا ما جعل لاسمكم وقعًا خاصًا في قلوب الناس، وثقة لا تتزعزع في ضمائرهم.
فأنتم لم تكونوا مجرّد قاضٍ، بل كنتم مشروعًا متكاملًا للعدالة، يُدرّس في الالتزام والوفاء، ويُقتدى به في احترام المهنة والإنسان معًا. وهذا ما يجعل ترقيتكم مدعاة فخرٍ لكل من يعرفكم، وليس لكم وحدكم.
ولعلّ أجمل ما في هذه المناسبة، أنها لا تنتمي إلى حقل الوظيفة وحده، بل تمتد إلى حقل المحبة والإجلال، حيث يجد كل من عمل معكم نفسه شريكًا في الفرحة، شاهداً على استحقاقكم، وفخورًا بانتمائه لمؤسسة أنتم من رموزها.
سائلين الله أن تكون هذه الدرجة الجديدة بداية لمرحلة أكثر إشراقًا في سجلّ العطاء، ومفتاحًا لمناصب أعلى، يليق بها اسمكم وسيرتكم التي نفاخر بها، ونعتزّ بوجودها بيننا.
ألف مبارك معاليكم... ومنها لأعلى بإذن الله.