جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

د. شعبان عبد الجيد يكتب:وصــــــايا للإنسان




بقلم د./شعبان عبد الجيد 

لا تبتئس ..... أنتَ الذي تَهَبُ الحــــياةَ حــياتَها

بيـــديكَ تملكُ أمـــرَها : دورانَـــــها وثبـــاتَـــها

إياك تَبخَس قــــدرَ نفسِك يا رفيـقي في الكــفاح

فبدون سعيك في الصباح تموت أحـلامُ الصباح

قم واكتشف طـاقات ذاتِكَ .. إن ذاتَــك معجـزة

أنت المكلَّــفُ بالمُحــــال.. وقـــادرٌ أن تُنجـــزَه

لا تستهن وتــــقلْ لنفسِـكَ : لستُ إلا واحـــــدا

فأبــــوك آدمُ فــي البداية كان فـــرداً واحـــــدا

سيجيء بعدك ألفُ جـــــــيلٍ مثل من كانوا هنا

وتظــــلُّ وحـــــدك كائناً فــذاً .... فلســتَ الهيِّنا

قد يشبهونك في الملامحِ والخـــلائق والصفات

وتــظــلُّ أنت نسيــجَ وَحـــدِكَ بين كلِّ الكائنات

كن في الوجودِ أخا الوجودِ وعش حياتَك مبصرا

لا حــــائراً أعـــمى ولا عبـــدَ الــقيـــودِ مسيَّــرا

دع عنك خـــوفَ العاجزين وحَـــيْرةَ المتلجلــجِ

وانشر شِــراعَك في العُباب وخذ طريقَك وانهَجِ

طهِّر عزيمتَك القويـــةَ من مخــــاوف عُــــزلتِك

واخــرج إلى الــدنيا وأسمِعها ملاحــمَ قصَّــــتِك

سِــــر مطمئناً ... لا تَخَــف مما يُـــخَبِّئُـه الغــــدُ

إن الغــــدَ الآتــي بعيــــــدٌ ... والمخاوفُ أبْعـــدُ

دع ما يُسطَّرُ فـــــي الغيوبِ لأمر عـلام الغيوب

إن الغيوبَ رحيمةٌ جــــــــداً .. ويومُكَ لا يؤوب

من صُنــع أوهــــامِ الفتى ما قـــد يـــكابدُه الفتى

فَعِشِ الحياةَ ولا تخـــف ممـا مضى أو مــا أتــى

الحُـــزن هَـــــمٌّ فاطَّـــرِحْهُ .. ولا تُصِخْ لمتاعِبِك

لا تكتئبْ وامسح دمـــــــوعَكَ فالسرورُ يليقُ بك

لا تندَمنَّ عــــــلى الذي ســــــرَقَ الزمان وآلمَكْ

ما ضاع من أيامِ عمرِك كلُّ مـــا قـــــــــد علَّمك

سِرْ واثقَ الخطواتِ واصعَد في دروب السالكين

سابق أولي الههمِ الكبارِ ولا تكن فــي الخــاملين

فتش عـــــن الدرب الذي لم يمشِ فيه السائـرون

واصنع بجُـــرأة رائــدٍ ما حـــــار فيه الآخـرون

لا تكترث بذوي المناصبِ والمكاسبِ من حرام

أنت الـغنيُّ بما اكتسبتَ وهم طَغــامٌ في رَغــام

لا يُؤيِسَنَّك أن يكـــــونَ أخــــو الغبــاءِ منعَّــــما

كم تافــهٍ رَجَـــــعَ الـــــوراءَ وكان قبـــلُ مـقدَّما

لا ينفعُ الجــهلاءَ ما جمعوا من المـــال الوفـيــر

يفنى الـــذي كنــزوا ويبـــقى ذلك العلـمُ البصير

زمنُ المحبَّة قــــد أَهَــــلَّ .... فَعِشْ بقلبٍ عاشقِ

ودِّع عصورَ الحــــــــقدِ واترك خلقَها للخــــالِقِ

أبـــدِع وجــدد وابتكر ...... فالســبق للمتجـــددِ

سِــر...  لا تقف ...  إن الطــــريق تضيق بالمتبلِّدِ

ســافر ترحَّل واغترِبْ .. ودع الأسَى للـــزامِـرِ

غــامِرْ وخاطــــر واقتحم .. ما فاز غيرُ مغامِرِ

أنت الوجـــودُ جميعُه .. لولاك ما هـذا الوجـود ؟

مـاذا الذي يعنيه بعدَك ؟ ما الفناء ؟ وما الخلود ؟

الكـونُ بعدك جـــملةٌ خـرساءُ مبهَمةُ الحــروف

بك تستحــيلُ ثــمارُه النــفِـراتُ دانيةَ القــطـوف

كن واثـــقاً أن الحـــــياة مديـــنةٌ لك بالكــثيـــر

لـــولاك ما دارت رحـاها واستــقام لها المــسير

 أنت الكريمُ .. فلا تَــهُن لمن استبدَّ ومن بــغى

فالظلم أهـــوَنُ ما يكون إذا تجبَّـــر أو طــغــى

أنت الــــذي ســـوَّاك ربُّكَ منــذ كنتَ مُــكَــرَّمـا

ثم اصطفاك بما حـــباك فكنت أنــت الأعـــلــما

فاقـــرأ وفكِّـر واعتقد ... واجَــهر برأيك للدُّنَـى

وعِشِ الحياة كما تشاءُ ... وقـــل لها : إنـي هنا

كُن مُسهِماً كُن مُلْهِماً .... كُن قـــــائداً كُن رائداً 

لا تَــــرضَ بالـدور الـضئيلِ وعِشْ حياتكَ سيِّدا

واعــلم يقيــناً أن دَورَكَ ليــس يُحسِنُه سِــــواك

فإذا رحلتَ عن الوجـود إلى مَدى فاترك شذاك !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. شعبان عبد الجيِّد

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022