شعر/ علي حميد الحمداني
أصاخَ السمعَ فارتعدا
وعادَ إليكَ مُتّقدا
إذا أدنيتَهُ ابتعدا
وإنْ أحبَبْتَهَ حَقَدا
خفيفُ الرَوعِ يُرهِبُهُ
قُطيطٌ، خالَهُ أسدا
يُغالي في تشاؤمِهِ
ويبدو حانقاً كَمِدا
بخيلٌ رغمَ مَيسَرَةٍ
شحيحٌ مانعٌ أبدا
جبانٌ حينَ تندبُهُ
خليعُ القلبِ ما صمدا
كفيفٌ في تبصّرهِ
لِعَيْبٍ يدّعي الرمدا
جوارحُهُ تنازُعُهُ
ويأبى الجودَ فاقتصدا
بلا غيثٍ سحائبُهُ
أزاحَ الماءَ والزَبَدا
كذوبٌ في مقالَتِهِ
بغير الزورِ ما شَهَدا
إذا جاورتَهُ يوماً
لعنتَ الدارَ والبلدا
عريقٌ في تبرّمِهِ
لربِّ الناسِ ما حَمَدا
كأنَّ اللهَ ما أعطاهُ
لا مالاً ولا ولَدا
لغيرِ التبرِ والدينارِ
لا صلّى ولا سجَدا
...
بابل ٢٠٢٣