السيد الزرقاني يكتب قصة (الرصيف)
الرصيف
قصة بقلم د./السيدالزرقاني
- كان يجري مسرعا، كي يلحق بالقطار المتجه إلي الاسكندرية، يحمل معه حقيبته وبعض من المجلات والكتب، كما تعود في كل رحلة الي هناك، قبل نزولة في محطة مصر كان يوزع الكتب والمجلات علي الشباب، صوت القطار مزعج عند دخولة المحطة، يستحث السائق ان يسرع،
حتي لايفوته هذا القطار، لأنه سينتظر ساعة اذا حدث ذلك!!
السائق ينظر إليه من خلال المرأه الامامية ويحاول ان يطمئنه ستلحق القطار!!
-يحاول ان يستكشف الفضاء المحيط به من نافذة السيارة لكنه مكدس الرؤى والافكار، شارد البال فقد ترك ابنته الصغير وقد ارتفعت حرارتها، ترجته زوجته الا يسافر ويترك البنت في تلك الحالة، اصر علي السفر لانه اعتاد علي الوفاء بالعهد مع الاخرين!!
،وأن هناك من ينتظره لياخذ منه امانة لدية قد وعده بها، الركاب يلاحظون توتره كلما سمع صفير القطار الذي اعتاد عليه سكان المنطقة، علي مقربة من المحطة يقف الباعة، يحاول ان يتخطي الجميع بعد ان وقفت السيارة، قفز قفزة بهلونية لم يعتاد عليها، احدثت تمزق في البنطلون، سمع صوت هذا التمزق، لم يبالي اسرع الخطى ناظرا ابواب المحطة القطار يحاول مغادرتها، الركاب مابين قادم ومغادر يحاولون رسم مسارهم بعنايه بين المزاحمين
، القطار يتحرك يجري نحو الشباك لينال تذكرة الرحلة هناك طابور طويل واصوات عالية هنا وهناك، عينه علي تحرك القطار والاخري علي عامل التذاكر، يستحثه ان يعطيه التذكرة القطار يسرع من حركته، ترك طابور التذاكر وجرى نحو العربة الأخيرة من القطار، تمزق البنطلون يزيد اتساعا، لا يبالي، يجري بسرعة تسقط من يدية مجلة، يتركها بعدما ينظر اليها، لايبالي، يجري يصطدم بطفل متعلق بيد ابيه، يتاسف ويجري نحو الباب الاخير علي مقربة من نهاية الرصيف يشعر بالم في كتفه الأيمن ، يمسك بالباب يلتقته أحد الركاب بشدة من النهاية العظمى للرصيف ويقذفه داخل عربة القطار المزدحم بالمسافرين يسقط علي ارضية العربة الاخيرة في الباب الأخير ممسكا كتفه الأيمن يجتمع حولة الركاب يستطلعون أمره يحاول ان يطمئنهم انه بخير، يعتدل لكنه، يدرك ان وجع كتفه الأيمن تجدد عندما مرة من فوق ذات المنطقة التي سقط فيها من القطار السريع منذ أكثر من عشرين عاما، وكان وقتها طالبا بالجامعة، فكلما مر من هنا يشعر بالوجع ويتذكر لحطات السقوط المميت علي ذات الرصف الذي لم يتغير!!
#السيدالزرقاني