ريم ماهر تكتب...كرامة بلا أوسمة
بقلم:ريم ماهر.
كرامة بلا أوسمة(ضابط في قنا يُهان لكنه ينتصر)
في زمنٍ أصبح فيه استغلال النفوذ أمرًا شائعًا، يبرز البعض ليذكّرونا أن الشرف الحقيقي لا يكمن في الرتب أو المناصب، بل في الأخلاق والتواضع.
في أحد محلات قنا، دخل ضابط—لم يُعلن عن هويته—متسائلًا عن سبب ارتفاع الأسعار مقارنة بالمحال الأخرى. لكن الرد لم يكن إجابة منطقية، بل إهانة وضرب، وكأنه مجرد مواطن عادي لا حول له ولا قوة.
لكن هنا تكمن العبرة. لم يغضب، لم يصرخ، لم يستغل منصبه للانتقام. تحلى بالصبر وضبط النفس، ليقدّم درسًا في أن الكرامة لا تحتاج إلى أوسمة، وأن العدل لا ينبغي أن يكون انتقائيًا.
ماذا يكشف لنا هذا الموقف؟
1. معاناة المواطن البسيط
لو كان الضابط قد أفصح عن منصبه، هل كان سيتلقى المعاملة نفسها؟ هذه الواقعة تطرح سؤالًا مؤلمًا: كيف يُعامل المواطن العادي في حياته اليومية؟
2. غياب الرقابة والعدالة
حين يصبح مجرد السؤال عن الأسعار سببًا للإهانة والاعتداء، فهذا مؤشر خطير على غياب الرقابة واحترام حقوق المستهلك.
3. القوة الحقيقية
ليست القوة في الرد بعنف، بل في ضبط النفس. هذا الضابط لم يسعَ للانتقام، بل قدم نموذجًا راقيًا في التعامل مع الاستفزاز، ليذكّرنا أن السلطة الحقيقية تكمن في الحكمة لا في البطش.
فنحن بعالمٍ يقيس فيه البعض القوة برفع الصوت والتأثير باستعراض النفوذ، يأتي هذا الضابط ليقدّم درسًا في الشرف الحقيقي. ليس كل من يملك سلطة يستخدمها، وليس كل من يستطيع الانتقام يختاره. عندما يصبح العدل قاعدةً لا استثناء، سنشهد وطنًا لا يُهان فيه ضعيف، ولا يُكرَّم فيه إلا من يستحق.
فهل نمتلك جميعًا هذه القوة؟
