جاري تحميل ... مجلة أيامنا

إعلان الرئيسية

كتاب أيامنا

عددنا الورقي

ترجم إلى

زيارات الموقع هذا الشهر

إعلان في أعلي التدوينة

ريم ماهر تكتب: لماذا يفرُّ الرجل بعد الإعجاب؟




بقلم/ريم ماهر


بدايةً......الهوى ريحٌ عاصفة، إن لم يُحكَم لجامُها، قذفت بصاحبها في أودية الهلاك، وإن لم يُضبَط مسارُها، أضلَّت السائرين في سُبُلٍ وعرَة. وكم من رجلٍ رنا إلى امرأةٍ، فحسبها الكمالَ كلَّه، وكم من امرأةٍ صدَّقت وعدَ رجلٍ، فظنَّته الصدقَ بعينه! ثم إذا انكشفت الحقيقة، زهدَ الرجلُ، وأُصيبت المرأةُ بالدهشة والخذلان، تتساءل: أين ذهب ذاك الذي عاهد ووعد؟ كيف تحوَّلت عاطفته الملتهبة إلى برودٍ قاتل؟ ولماذا تركني ومضى إلى أخرى دون تردُّد؟


الحكايةُ تتكرَّر، والوجوهُ تتغيَّر، لكن السبب واحد: هوى غيرُ مُهذَّب، وشهوة غيرُ مَزكَّاة، وعقولٌ تستجيب للنزوات، ثم تتراجع حين يفرض الواقعُ شروطَه.



(الرجل بين الإعجاب والزُّهد) 

الرجلُ حين يرى امرأةً تثير وجدانه، يتحرَّك فيه ما فُطِر عليه من الانجذاب، فإن كان نقيَّ القلب، حكيمَ العقل، سأل نفسه: هل أُقبل عليها برغبة الزواج والاستقرار، أم أنَّها مجرَّد لذَّة عابرة؟ فإن كان هواه يقوده، لم يسأل، بل اقترب، يُغدق الوعود، ويُظهر الحُبَّ، فإذا تسلَّل إلى قلبها، هدأت نَفسُه، وخمد شغفُه، فزهد فيها وانصرف.


وذاك لأنَّ الذي حرَّكه لم يكن حبًّا ناضجًا، بل إعجابٌ عابر، وفضولٌ مغلَّف بالرغبة. فإذا زال الغموض، سَئِم، وإذا امتلك، ملَّ، وإذا عرَف، زَهِد. فتراه يتنقَّل من قلبٍ إلى قلب، لا يَقرُّ له مقام، ولا يثبت على عهد.



لماذا يتراجع الرجل عند الاقتراب من الزواج؟

إذا أمضى الرجلُ زمنًا يُسامر امرأةً، ويُحدِّثها عن مستقبلهما المشترك، وهو في قرارة نفسه لم يُحسم أمره، فإنَّه يعيش في وهمٍ يُؤجِّل حسمَه. فإذا اقتربت لحظة القرار، تفجَّرت في داخله المخاوف، وتدفَّقت التساؤلات:


هل هذه هي المرأة التي أُريدها؟


هل أنا مستعدٌّ لتحمُّل المسؤولية؟


ماذا لو وجدتُ بعدها من تفوقها؟



ثم يبدأ في التسويف والتأجيل، يُلقي الأعذار، ويبحث عن المخارج، حتى إذا طال انتظاره، نفض يديه ورحل، ليُفاجئ المرأةَ بخِطبته لأخرى خلال أيَّام!



(المرأة بين الصبر والتعلُّق الوهمي) 

أما المرأة، فتراهن على الصدق، وتنتظر الوفاء، وتُؤمن أنَّ المودة لا تزول. فإذا غاب الرجل، بحثت عن الأعذار، وأحسنت الظنَّ، وتأمَّلت رجوعه، حتى إذا تأخَّر، غلبها الحزنُ، وسقطت في التعلُّق المرضي، فتجد نفسها أسيرةً لوعدٍ كاذب، وسجينَةَ ذكرياتٍ زائفة.



لماذا يهرب الرجل ويبحث عن أخرى؟

قد تُدهَش المرأة حين تكتشف أنَّ الرجلَ الذي وعدها، ثم تراجع، ارتبط سريعًا بغيرها دون تردُّد! وذاك له تفسيران:


1. الأولى كانت تجربة، والثانية قرار: الأولى لم تكن ناضجةً في نظره، بل مُجرَّد مغامرة، أمَّا الثانية، فقد اقتنع بها منذ البداية، فمضى إليها مباشرةً.



2. الأولى كشفت نفسها، والثانية ظلَّت لغزًا: بعض الرجال يفتنون بالغموض، فإذا عرفوا المرأة زهدوا فيها، أمَّا مَن ظلَّت بعيدة عنهم، ظلَّت تثير فضولهم.




(الحبُّ الحقيقي والإعجاب العابر) 

الحبُّ الحقيقي: يثبت أمام القرب، ويزداد وضوحًا كلَّما تعمَّقت المعرفة.


الإعجاب العابر: شهوةٌ تشتعل سريعًا، ثم تنطفئ عند أوَّل اختبار.




(الرجال الذين لا يثبتون على عهد) 

ليس كلُّ من انسحب خائنًا، فقد تكون هناك أسبابٌ أخرى، منها:


1. الضعف أمام المؤثِّرات: الرجل الذي يملأ بصره بصور النساء، يعيش في دوَّامة الشهوة، فلا يكتفي بامرأةٍ واحدة.



2. الارتباط غير المدروس: بعض الرجال ينجرفون في علاقةٍ دون وعي، ثم يُفاجَؤون بعدم قدرتهم على الاستمرار.



3. الخوف من المسؤولية: هناك رجالٌ يُحبُّون الحُبَّ، لكنَّهم لا يُريدون تبعاته، فإذا أصبح الحُبُّ التزامًا، فرُّوا منه.




(المرأة ودورها في حماية نفسها) 

على المرأة أن تُدرك أنَّ الحبَّ لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال، وأنَّ الرجل الصادق لا يُبقيها مُعلَّقةً بين الوعد والانتظار.


فإذا لاحظتِ، أيتها المرأة، أنَّ الرجلَ يتراجع، ويتردَّد، ويؤجِّل بلا سبب، فاعلمي أنَّه لا ينوي الزواج، فلا تُعلِّقي قلبكِ بوهم، ولا تتركي مشاعركِ رهينةً لرجلٍ متردِّد.


إنَّ الحبَّ إن لم يكن صادقًا، صار وهمًا، وإن لم يكن مسؤولًا، صار عبئًا، وإن لم يكن في الحلال، صار حسرة.




وأخيرًا....."الحلُّ في تزكية النفوس"


فياأيُّها الرجل: إن لم تكن قادرًا على الصدق في عواطفك، فاتَّقِ الله، ولا تُضلِّل امرأةً بوعودٍ كاذبة.


وأنتِ أيتها المرأة: لا تجعلي العاطفة قيدًا تأسرين به نفسكِ، فإنَّ الكرامةَ أثمنُ من الحبِّ، وإنَّ الصدقَ خيرٌ من السراب.



وليكن شرعُ الله هو الميزان، فإنَّ من اتَّبعه هُدِي، ومن أعرض عنه، عاش في التيه، بين رغبةٍ لا تُشبع، ووعودٍ لا تتحقَّق.

بقلم/

ريم ماهر.

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أيامنا: هي مجلة ثقافية واجتماعية وشاملة تصدر عن مؤسسة شمس العرب الصحفية, كما أن المجلة تضم عددها الورقي

برمجة وتصميم © شركة أوزيان2022

برمجة المهندس © مصطفى النمر2022